Mohammed Esam's profile

ملحمة حول جاليليو وشكري سرحان

!ملحمة: ماذا لو كان شكري سرحان محض بائع روبابيكيا يعرف القليل عن جاليليو قبل أن يقابل السفيرة عزيزة
دخل إلى شوارع امبابة الجانبية وهو ينادي (روبابيكيااااهااااا)، لم يشتر هذا اليوم سوى كرسي بلاستيك مكسور وعشرة كيلو جرامات كتب خارجية قديمة، ذلك قبل أن يناديه شاب ليعرض عليه شراء كرة أرضية قديمة عرف أنها قديمة لأن تيران وصنافير كانتا ضمن النطاق المصري) مقابل 20 جنيهاً فقط. اشتراها على مضض، ومن النافذة خرج عجوز يقول:
"خد بالك من الأرض دي، أنا لولا الفلوس مكنتش أبيعها أبداً .. أنت متعرفش مين مات عشانها دي!"
نهره الشاب وقال: يعني هتعمل إيه ال20 جنيه يا خال عواد. خش جوه!
ومشى شكري سرحان ومعه الكرة.
​​​​​​​
من الذي مات لأجلها؟ فلاش باك

جاليلو. نعم جاليلو.
اعتاد أن يجلس مع مجموعة من الشباب أسبوعياً في نادي أعضاء هيئة تدريس جامعة الفاتيكان لمناقشة هل الأرض كروية؟ أم مسطحة؟ اعتادوا القول بأنها مسطحة وإلا فلماذا لا تنزلق بيضة إذا نسيتها على الأرض إلا بصورة محدودة؟
كانت حجتهم واهية وكان لجاليليو رأياً منافياً ، الأرض كروية وتدور حول الشمس.

وعندما رجع للمنزل هذا اليوم وجد كرة أرضية قديمة حيث لم تكن قناة السويس الجديدة قد أنشأت بعد، على مكتبة والده (جاليلي) فقام بلفها، فوجدها (يا إلهي) كروية، وتدور. فخلع كل ملابسه وجرى إلى الشارع هائجاً يصيح: وجدتهااااااااا وجدتهاااااااا. حتى قابل كاهناً فصاح فيه: استر نفسك يا مرجوف، ولا تعالى استرك أنا جوه. فستره ثم قتله.
عملية حق الشهيد: فورورد باك

جلس شكري سرحان بعدها مستنداً إلى سور جامعة النيل/مدينة زويل وهو يفكر. الحقائق تستحق المجاهرة بها والتضحية، والعلم بحر، والبحريحب السباحة ثم إن الجو حلو دلوقتي إذن فقد قرر أن يجاهر بحقائقه.

 ذهب إلى أمين شرطة اسمه مرتضى وقال له نصاً: " على فكرة الخمسة وعشرين في المية من يوميتي خمسين جنيه مش خمسة وسبعين، أنا بعمل 200 جنيه وبعرف أحسب كويس" 
رد الأمين: " بسيطة، عاوزنا نمشي قانوني؟ هاخد منك 50 في المية.. ويلا غور من وشي".

حزن شكري سرحان حزناً جماً. لذلك فقد تردد نوعاً ما قبل أن يجاهر بالحقيقة التالية؛ والحقيقة أن سائقي الميكروباص دائماً ما يستغلونه، الكرسي اللي قدام باتنين يعني تدفع أربع كراسي لأن الكرسي باتنين واتنين في اتنين بأربعة. كان يدفع صاغراً لكن تلك المرة رفض، قبل ما نتحرك عشان تبقى الأمور واضحة، فقام بعمل شئ سئ معه لا أعرفه


مشكلة السفيرة عزيزة الحقيقية

عندما كان يذهب إلى جزاراً لشراء بعض الدهن أو اللحم السمين، كان يقصد الجزار الذي هو أخو سعاد حسني في الفيلم، في مرة قال له شكري بخفوت وتواضع ورأسه منكسه في الأرض مثل الكلب: على فكرة يا معلم كيلو الدهن المفروض ألف جرام عادي مش 650 زي ما حضرتك بتوزنلي يعني من فضلك ممكن تحسبهولي زي الناس لو سمحت؟

الحقيقة أن الجزار ظهر عليه التفهم في البداية وبدا كما لو أنه سينساق وراء كلامه، لكنه لم تراجع وضربه.

سعاد في طفولتها عرفت محسن، زميل مدرسة ثانوي يسكن جوارها، خانها مرتين مع أربع فتيات. عماد فعل الشئ ذاته وخانها مع محسن مرتين، يحيى كان استثناءً في بداية الأمر، حتى خانها مع أقرب الناس إليها: أي مع نفسه!

ثم ظهر شكري بعد ذلك اليوم المشهود في حارتهم وتبدلت كل الأحوال، شاب يعمل مهنة شريفة، على قدر من الرجولة والتحضر، نبت من بيئة فقيرة للغاية شبه معدمة وقاتل حتى وصل إلى ما هو عليه الآن: بائع روبابيكيا. باختصار كان لديه كل ما يجعلها تخضع، فخضعت. 
شقيقها أكل عليها الميراث (لاحظ أننا لسنا في تونس)، فتطلب من شكري أن يعيد لها حقها فيكاد ينزل إلى الشارع لمصارحة أخيها، إلا أنه يتذكر ما حصل لجاليليو، وما حصل له شخصياً، فيرجع للشقة ثانية ويتبادل معها قبلة خاطفة لمدة ساعة حتى تنسى قصة الميراث وعندها تتوقف الكرة الأرضية عن الدوران.
ملحمة حول جاليليو وشكري سرحان
Published:

Owner

ملحمة حول جاليليو وشكري سرحان

مستوحاة من قصة خيالية ملحمة تدور حول علاقة ربما كانت لتربط بين جاليلو كعِلم بشكري سرحان كدور بحيث كادت أن تقلب فكرة فيلم السفيرة عزيزة رأساً على Read More

Published: