:في محاولة للحديث مع النفس .. قال 
 يوماً ما .. ستقف هائماً ، في منتصف الطريق ، طريق حياتك 
ستشعر بأن كل شيء يذهب لفجوة بعيدة .. وستقف .. لأن لم يعد في مقدورك رؤية حتى نفسك 
.أنت سواد يملأ الفراغ 
 
 
.تجلس وقد استنفدتك الحياة تماماً .. أنت تريد الإستمرار .. ولا تريده ، فقدت نفسك بداخل نفسك
 
ستصبح شفافاً حد أن تراك الحيوانات كما ترى الملائكة ، أو الشياطين . أنت لم تعد مجرد وعاء يحوي بداخله
فتات إنسان .. أصبحت مخلوقاً في بُعد آخر ، ينجذب إليك كل شيء .. كل المخلوقات  ، أصبحت كثقب أسود
.يجذب ، يبتلع كل ما يصادفه 
 
ستطاردك نفسك حتى تكاد تبتلع أجزاءك بداخلك .. هرباً . ستنتظر ، وتنظر للسماء .. لا تعلم أأنت تتمنى النهاية .. أم تخاف منها 
.أم تتحول فجأة النهاية إلى نور نهاية النفق .. بعيد ، ومعلق
 
ستصادق نفسك .. ثم تكرهها ، ثم تعيد الكرة ألف مرة
ستصنع بداخلك المئات منك .. تحادثهم .. تعقد الجلسات معهم بعد منتصف الليل
.ستؤمن تماما أن موسيقاك لم تعد فقط تنبعث منك .. أنت تحولت لمعزوفة كاملة .. جالسة .. تنتظر 
 
.هائم في المطلق .. لكن القدر مهما بدا متناسياً ، سيبعث لك من يجالسك .. حتى لا تجن تماماً
 
ستدور .. حول نفسك .. حول الأرواح القديمة لمن كانوا حولك
.تستجدي منهم عطفاً .. رؤية .. فقط بعض السلام ، تتسول العاطفة .. تناجيهم .. تصرخ كي يلتفتوا إليك قليلاً
 
.. ستتلاشى تماماً .. ستُنسى .. كعزف قديم في سيارة على طريق سفر مهجور 
كنافذة تطل على أطلال مدينة غارقة في ضباب لا متناهي 
.ستتلاشى .. لم يتبق بداخلك أي شيء منك .. ذهبت بعيداً حيث لن يجدك أحد .. حتى نفسك  
 
..كتب \ أحمد حمدي
 
----
أول مشروع تصوير لي .. شكراً لصديقتي سمر الأشعل على تجسيدها الرائع للشخصية في مخيلتي ، وانفعالاتها المتقنة
شكراً لـ أحمد حمدي على تجسيده روح الصور بـ كلماته
شكراً لإخوتي على مساعدتهم 
 
سارة أحمد عبدالعليم حفني 
Monologues
Published:

Monologues

Monologues .. among the nature .. and into it .

Published:

Creative Fields