Aya Hasanin's profile

تحقيق صحفي

التعليم المفتوح بين التحسين والتهميش.. تحسين المؤهل التعليمي أبرز مزاياه.. ونفتقد إلى التدريب العملي
يمنحك التعليم المفتوح فرصة لتحقيق حلمك الذي تحطم على صخرة مجموع الثانوية العامة، ويعتقد البعض أن الحلم انتهى في تلك اللحظة، غير أن التعليم المفتوح الذي كان يتيح شهادة معتمدة ككل الشهادات الجامعية، كان طوق نجاة ربما بذلت في سبيله
.عمراً، لكن تبدل الحال بعد أن تحول التعليم المفتوح إلى تعليم مدمج بشهادة غير معترف بها

شهادة دون جدوى

عبّر توفيق محمد، طالب تعليم مفتوح بكلية التجارة جامعة عين شمس، عن عدم رضاه عن نظام التعليم المفتوح، فهو لا يستفيد منه شيئاً، ويشعر أنه إهدار للوقت، مبيّناً أنه بعد تحويله إلى تعليم مدمج، لم يعد لديه شغف بالحصول على الشهادة فهي دون
 ."جدوى، "مكمل عشان دي رغبة الأسرة، ولو رجع الزمن هدخل تعليم حكومي

وأشار مصطفى محمد، طالب تعليم مفتوح بكلية التجارة جامعة عين شمس، إلى أن الدراسة مختلفة كثيراً عن التعليم العادي، فليس هناك تعامل مباشر مع الأساتذة، ولا يرونهم في غير المدرج، والمحاضرة عبارة عن إلقاء دكتور المادة للمقرر دون تفاعل مع الطلاب، لكن يظل للتعليم المفتوح ميزة تحسين المؤهل التعليمي لمن لم تتح لهم فرص الحصول على الشهادة الجامعية،
.ويعيب شهادة التعليم المفتوح أنها غير معترف بها في القطاع الحكومي، عكس القطاع الخاص

اجتهادك معيار نجاحك

بينما قالت أسماء محمد علي، طالبة تعليم مفتوح بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن التعليم المفتوح لا يعتمد على المحاضرات بشكل أساسي، ويعيبه إغفال الجانب العملي في الشرح أو ما يُطلب منا من تكليفات، معظمنا يعمل بمجال الإعلام أثناء الدراسة وقبلها، فأنا أعمل بوكالة للإعلانات وتدربت في جريدة اليوم السابع لفترة، ولم أتعرض لمضايقات لأنني أتعلم تعليماً مفتوحاً بينما غيري خريج من إعلام حكومي أو خاص، والتعليم الخاص، في مجال الإعلام، استنزاف للأموال، ففي النهاية يعتمد العمل على الاجتهاد
 .والقدرة على الإبداع

وأضافت أن الكلية أتاحت استعمال الاستديوهات بإذن من دكتور المادة لاستخراج تصريح باستخدامها مع إيصال بدفع ثمن
 .الاستخدام، لكنها قامت هذه السنة بتفعيل تدريبات، وأشركونا بها في وجود نخبة من الإعلاميين

في حين أكدت غادة المصري، طالبة تعليم مفتوح بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أن النظام المفتوح لا يختلف عن النظام الحكومي كثيراً، الفرق الجوهري هو أننا ندرس شعبة عامة لكنهم يتخصصون في أحد المجالات "إذاعة وتلفزيون، صحافة، علاقات عامة وإعلان"، محاضراتنا يلقيها نفس الأساتذة، وامتحاناتنا متشابهة تتوزع بين الموضوعي والمقالي، لكننا نفتقد التدريب العملي،
".ومعظمنا يعتمد على الدورات الخارجية المدفوعة، "دراستنا معتمدة على النظري بس

وأوضحت أن معظم الأساتذة يفضلون التعليم المفتوح على التعليم النظامي، لأن طالب المفتوح على دراية بجميع مجالات الإعلام، وفرصته في العمل أفضل، ولا يوجد فرق في سوق العمل، بل إن البعض يعتبر أن خريجي كليات التربية والتجارة مثلاً
 .أفضل في مجال الصحافة، والمهم هو القدرة على الكتابة وسهولة التواصل مع مصادر ذات ثقل

تهميش ووقت مُهدر

وقال محمد إبراهيم، طالب تعليم مفتوح بكلية الآداب جامعة قناة السويس، إن الدراسة تكون يوما الجمعة والسبت فقط من كل أسبوع، وكل يوم مقسم إلى أربع محاضرات، يبدأ من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الخامسة مساءً. وتختلف طريقة الشرح باختلاف أستاذ المادة، وكذلك وفقاً لكم المعلومات لديهم، والامتحانات تكون على ما تم دراسته طوال العام الدراسي كالثانوية العامة. مؤكداً أن التهميش هو أبرز عيوب نظام التعليم المفتوح، فلا يتم الاعتراف بطلاب التعليم المفتوح أو قبولهم في الوظائف
.الحكومية، كما أن مصاريف الدراسة تزداد كل عام

وذكر أحد خريجي الدراسات السياحية وإدارة الفنادق جامعة 6 أكتوبر، أنّه أعرض عن الالتحاق بالتعليم المفتوح بعد أن اطلع على نظام التعليم المفتوح الجديد، أو النظام المدمج، فشهادة التعليم المفتوح كانت معادلة للكليات المناظرة، تماثل نفس الدرجة الجامعية كأي جامعة تعمل تحت قانون تنظيم الجامعات، ويُعمل بها كمسوغ للتعيين، كما يحق للخريج استكمال الدراسات العليا حتى درجة الدكتوراه، وله حق قانوني بالتسجيل النقابي والمهني، لكن نظام التعليم المدمج يمنح شهادة مهنية مثلها مثل أي شهادة من مركز معتمد، لا يُعترف بها من الجهات الرسمية، ولا تُستعمل كمسوغ للتعيين، ولا يحق للخريج استكمال الدراسات العليا،
.ولا التسجيل النقابي أو المهني

سبوبة التعليم المدمج

وأضاف أن تغيير التعليم المفتوح للتعليم المدمج، جاء ليحد من مشكلة عدم قبول النقابات بطلاب التعليم المفتوح، لأن بعض الخريجين لم يفقهوا شيئاً مما دُرّس لهم، فنتج عن ذلك مشاكل ورفع قضايا على النقابات، وأول دفعة للتعليم المدمج كانت دفعة
 2018،
 .لذا فلا يوجد خريجون لهذا النظام حتى الآن، لكن يُقال إن الشهادة غير معترف بها في أي جهة رسمية


وأوضح أن نظام التدريس في التعليم المفتوح هو الذي يجعل الطالب معتمداً على التلقين وليس الفهم، لأن المحاضرات تكون يوماً أو يومين في الأسبوع، فيعتمد الطالب على المذاكرة من الملازم فقط "كان الموضوع ماشي بالبركة"، وكذلك التعليم المدمج نفس
.النمط باختلاف أنه أصبح إلكترونيّاً، لذا فالتعليم المدمج ما هو إلا سبوبة للوزارة تحت ستار رسمي، وضحك على فقراء التعليم
تحقيق صحفي
Published:

تحقيق صحفي

Published:

Creative Fields