Mohamed Samy's profile

بعد الثامنة

بعد الثامنة...
ذلك الصوت المتكرر الذي يصدرة بندول تلك الساعه القديمة وكأنه أنين من آلام وأوجاع  لاتنتهي ، مازال صداه يرتطم بمسامعي الضعيفه ،
منزل قديم   هناك في قلب الغابه الشاحبة ، كانت به هذة الغرفه ...  غرفة الزمن ، هكذا ادعوها ...
هناك حيث كل شيء قد توقف مع توقف حركة بندول قديم متهالك لساعه غطي الشيب معالمها ،
ولكنني مازلت أسمع صداها ،
المنزل من الخارج يبدو وكأنه لأحد هؤلاء الذين عاشوا حياه مليئة بالترف والنعم من حيث لا يدروا ، 
ارتفاع المنزل طابقين ، بكل طابق اثنا عشر غرفة،
كل شيء يبدوا علي ما يرام ، الأعمدة ، تماثيل راقصة ، الأسقف المزخرفة ولكن المنزل يخلو من الحياة أو ما يدعوا حتي للحياة  إلا الأتربه التي كست الجدران والنباتات التي زاحمت البلاطات الخشبية القديمة لتتنفس غبار منزل هزيل ،وتلمح بريق أشعه الشمس التي تخللت من فتحات وشقوق بالجدران المتساقطة المتهالكة ...
 
فقط هذة الغرفة في نهاية المنزل والتي تطل علي حديقة صغيرة موحشة ، 
تحدثني بأنه كان هناك حياه ، ولكنها توقفت في تمام الثامنه مساءً أو لعلها صباحاً ، نعم  توقفت عند هذا الرقم ٨،
الغرفه ضيقه ولكنها الوحيده التي احتفظت بمقتنياتها ،
يبدو لي بأن قاطنها هو كبير الخدم ، ويبدو لي اكثر انه كان من هؤلاء الذين يقرأون في الخفاء ، 
اوراق متناثرة في اركان الغرفه وجريدة واحدي الكتب التي تعرت ملامح عنوانها بفعل الزمن ، حتي تلك المرآه والتي مازالت تعكس الضوء في حياء بسبب اتربه ارغمتها علي الانكسار ،
لا مكان للنوم بها فقط تلك المنضدة الصغيرة وساعة خشبية يتدلي منها بندول قصير وكتب قديمة ،
 نعم لقد كانت ملجأ لأحدهم حيث القراءة مع التقيد بوقت محدد حتي لا يلمح اختفاءة أسياد المنزل ،
ومع مرور الزمن وانشغال ورثة المنزل بمقتنيات المنزل الثمينه ، لم ينتبه أحدهم لتلك الغرفه وذلك الوقت في تلك الساعة الصامتة ، 
رحلوا ورحل المال والجاه معهم  وظل الوقت شاهدا وظلت الكتب والوريقات باقيه حتي بعد الثامنه ..
انتهي ...
#المصغراتي
بعد الثامنة
Published:

بعد الثامنة

Published: