يجلس أمام بيته مرتدياً جلباباً أبيض وطاقية شبيكة، يمر عليه الناس معتقدين أنه بوّاب العمارة، خاصة للون بشرته المميّز، وهو جالس لا يبدو عليه ضيق من أي شيء كان. يحكون مرة عن شخص اقترب منه، وكان جاراً جديداً له في المسكن، واكتشف أن محمد صديق المنشاوي يسكن بجواره، فقرر زيارته، سأله الرجل إن كان الشيخ المنشاوي في شقّته الآن أم لا، والمنشاوي ابتسم بهدوء، ولم يرد احراج الرجل وتوريطه في شعور بالذنب لا لزوم له، طلب منه الانتظار قليلاً، صعد وارتدى العمامة والجلباب والنظارة، ثم نزل وسلّم عليه. تتكرر حكايات شديدة البساطة كهذه، كلها توحي بعدم رغبة في الوصول لأي شيء، واستمرار في الوقت نفسه، لأن هذا هو العالم الوحيد الذي يعرفه، يكتفي فقط بترك علامته المميزة، غالباً دون قصد.
 
من مقال " خفي اللطف " لأحمد جمال سعد الدين 
عن القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي 
جريدة الشروق المصرية - الخميس ١٢ ديسمبر ٢٠١٣ 

bit.ly/19jgPfg
Khafeyy Allotf
Published:

Khafeyy Allotf

مستوحي من المقالة العظيمة " خفي اللطف " للكاتب أحمد جمال سعد الدين عن القاريء الشيخ محمد صديق المنشاوي لقراءة المقال هنا bit.ly/19jgPfg

Published: